إن الاحتفاء بمائوية السينما التونسية كحدث تاريخي متميز يوثق لتاريخ سابع الفنون ببلادنا يفرض علينا من باب المسؤولية أن نولي العناية الخاصة بالتظاهرات السينمائية هذا الموسم بالذات، وذلك تخليدا لذكرى الجيل المؤسس و انصافا لحق الأجيال التي سترفع رايات الفنون مستقبلا
لذلك أبدينا إصرارنا على عودة مهرجان منارات للسينما المتوسطية حتى لا نحرم تونس “أيقونة المتوسط” من فرصة الإشعاع الدائم ونطفئ خلال هذا العام شموع احتفالية السينما بقرن كامل من الصمود أمام عقبات الانتاج وتواضع البنى التحتية.

نَعِي جيدا بأن الثقافة لا تبنى الا بتراكم الجهود وتداول الشعلة من جيل الى جيل حتى لا تكون برامجنا مجرد قصف عشوائي لما سبقنا من تظاهرات، لذلك وجب البحث عن تطوير بوادر النجاح حسب جدوى التظاهرات و دون شخْصنة، وسنسعى للبحث في الرّكام و بين شظايا الفشل على مايمكن أن يصلح ليكون خيطا رفيعا في نسيجنا الإبداعي القادم لعلنا ننسج حلة أبهى لأسوار حضارتنا عوض أن نكتفي بوضع حجر أساس عِوض مثيله.

لقد سعينا لتحدي كل عقبة تحول دون عودة مهرجان السينما المتوسطية “منارات ” في دورته الثالثة التي تأجلت الصائفة الماضية بسبب الحجر الصحي، وكما طوينا صفحة الوباء سنُشعل شمع الاحتفال بمائوية الفن السابع في بلادنا التي سينفذ نورها عبر أسوار قاعات السينما إلى الفضاءات الرّحبة وإلى الشواطئ التونسية المطلّة على أزرق المتوسّط الواصل بين الثقافات المنفتحة عليه، وتكريسا لهذا البعد سيكون مهرجان “منارات” منصّة مهنية تجمع مختلف الفاعلين في القطاع السينمائي بجميع الدول المتوسطيّة.